سلامٌ من الله عليكم ورحمةٌ منه وبركاتٌ تغشاكم ..
حياكم الرحمن رواد مرفئي ..
تدوينتي هذه المرة هي أقرب كتاباتي إلى قلبي ..
لم يكن أول نقش لها هنا .. نقشتها من قبل في موطن سابق قبل خمسة أشهر تقريبا ..
وذهب ذلك الموطن وكانت مما احتفظت به من نقشي هناك ..
وحمدا لربي أنها مازالت باقية .. لـ ألبي بها طلب قلوب غالية
فـَ هاكم نقشي بين أيديكم ..
بِرِيشةٍ متواضعةٍ أَصُوغُ أَحرفًا عَفْوِيّةً ولِيدَةَ اللَّحظَة .. تَسَرْبَلَت بوشاحِ شَوقٍ وحَنينٍ ،
وأتركُ لها المِحْبَرَة وسَكْبِها ؛ لِتَسْرِد أحْدَاث حِكَايةٍ فِي طَريقِها للاكْتِمال ..
لَم تَكُن سِوَى أُمْنِيةٍ صَالت وجَالت في رُبوعِ القلبِ زُهَاءَ عامٍ كاملٍ ،
تَرتَفِعُ في سُكونِ كلّ ليلةٍ ضِمنَ سِربٍ من أُمنياتٍ لربَّ البَرِيَّاتِ ، والقَلبُ يمْلَؤُه أملٌ بِتَحْقِيقِها ..
إلى أن اهتزَّ الكَيِانُ حُبُورًا بسِمْفُونِيَّتِهم العَذْبةِ :
ـ أن تَجَهَّزُوا ؛ فَفَجْرُ الأَرْبِعِاءِ مَوْعِدُنا
وأقبلتْ ليلةُ الأربعاءِ المَوْعودِ ، ولاشيء سِوَى تَساؤُلات :
- أحق مايُقال !!
فَيَأتِي الجَوَابُ :
- هو حق ..
- لا .. لا .. لاأكادُ أُصدِّق
ليلة قضَيْتُها بين تَقَلُّباتٍ وتساؤُلات ، والأَحْدَاقُ تَهْمسُ بِأِنين :
- أرْجوووكِ أُريدُ السُّبات ؛ فقد أَنْهَكَني طُولُ السُّهَاد
فَأَتْرُكُ للقلبِ الجواب :
- بعدَ نَيْلِ المُراد ، أَعِدُكِ ياجُفونُ بالرُّقاد ..
وهَكَذا حتّى أَسْفَرت السّماء عن شُعَاعِ سِراجِها ،
الفُؤاد يتَرَقَّب ، ومالَه أَلّا يترقّب فَاليوم سيَحْيا !
مضَيْنا والكلُّ في لَهْفةٍ حتَّى بَلَغْنا المَشارِف ، فاسْتَقْبَلتْنا مشاهِد حُبِست على إِثْرِها الأَنْفاس لِوَهْلة !!
رعْدٌ يُبَدَّد بصَوْته المُرعب كلّ صَمت ,
ولمعانُ البرقِ من خلال الغمامِ يتسرَّب ، بَادِيًا كما شُهُبٍ في ليلةٍ دَهْماء ،
وقُطْعانُ السُّحبِ ساقتها الريحُ أمامها سَوْقًا ..
ثُمّ دَوِيٌّ آخر يَفيقُ منه الجَميع ، ولايُسْمَعُ سِوى :
" سُبْحَانَ الّذي يُسَبّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكةُ مِن خِيفتِه "
" سُبْحَانَ الّذي يُسَبّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكةُ مِن خِيفتِه "
" سُبْحَانَ الّذي يُسَبّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكةُ مِن خِيفتِه "
وَيَتَتَابعُ المُضِيّ حَتّى وَصلْنَا لبُقعةٍ كُنّا إليهَا نَرنُو ....
آآآهـٍ .. كمْ كُنت أحلُمُ بِتِلكَ اللّحَظات ، وقفتُ طَويلًا أتأمّل :
ـ يَااااااالله .. هَل أنا هُنا حَقًّا أم هِيَ الأحلامُ جَمَعت ما في القلبِ منْ أُمنياتٍ !
وَهكذا ما بَين تَصْديقٍ وَتكذيبٍ .. حَتّى أيْقَظَتْنِي برودَةُ القَطَراتِ لِأَفيقَ على منظرٍ مهيبٍ ..
جَمْعٌ غفيرٌ قد كَسا البياضُ أغلبَهُ ، طائفون وكأنّ حجرَ الرَّحى قد دارَ بِهِم ..
لَحَظاتٌ وتفتّحت مَيَازيب السّماءِ .. الانْهِمارُ يتَزايَدْ ، والمُزْنُ يَتَعانق ، وَترتفِعُ أصْواتُ الصّواعِقِ ؛
فَـ يَتعالى الهِتاف ُ [ يَاااااااربُّ يَااااااربْ ]
وَكأنّ ثَمَّةَ سِباقٌ أيُّهُما أشَدُّ جَلْجَلَة ، دَوِيُّ الرّعْدِ أمْ دَوَيُّ الحَنَاجِرِ !!
وَلم أشعُرْ إلّا وَقد انْضَمَمْتُ للجُموعِ ..
أنْهَيْتُ المَناسِكَ ثُمّ غادَرْتُ.
مَهْلًا ..
غادَرَ بِضْعٌ ضئيلٌ منّي ، وَظَلّ الفُؤادُ لَعَلّ طَهآرةَ البِقاعِ تَجْلُو أدْناسَهُ..
رَحَلْتُ على أمَلٍ بالعَوْدَةِ ، وَهَا أنا ذَا بعدَ شَهْرٍ بلْ أَقَلّ تُشَنِّفُ مسْمَعِي تلْكَ السِّمْفُونِيّة :
ـ أنْ تَجَهّزوا ؛ فَفَجْرُ الجُمُعَةِ مَوْعِدُنا
تحية لكل من رسى ...
* ( ودادي ، هديل )
ابتسما :)
18/10/1432
وعليك السلام و رحمة الله
ردحذفمن اجمل ما قرأت عن الاشتياق لتلك البقعة المباركة ، رزقنا الله فيها عمرة مقبولة عاجلا غير آجل.
ذكرتيني بمونتا وايامنا معه : ) أسأل الله أن يعيده إلينا .
رائع فعلا ما كتبتي ، ماشاء الله لا قوة الا بالله
زادك الله من فضله .
بالمناسبة : حتى اروي فضولك : ) : )
توصلت الى مدونتك عن طريق مدونة الغالية آسية الحدادي فشكرا جزيلا لها .
الارطبون ( بهذه التسمية عرفتك و معها أحببتك ) أسعدك الله بقربه.
أنسي بالله :
ردحذفأهلا أهلا بالغالية :)
آمييين يارب ..
لا ألبث أن أغادرها حتى أشتاق إليها ..
أسأل الله كما اجتمعنا في مونتا وهنا أن نجتمع هناك ..
يسعدني أن تنال إعجابك .. عندما كنت أعيد كتابتها هنا تذكرت يوم نقشها في مونتا وابتسمت لموقف حدث وقتها لا أعلم إن كنتِ تذكرينه ..
شكرا لكِ إصمات فضولي المزعج ^^
وجزى المولى آسية الغالية جنان الخلود
حياكِ الرحمن هنا أنوستي
اممم.. أحب اسمي (^_^)
وأسعدكِ الإله ياغاااالية ..